هو
عبد الحميد بن محمد المصطفى بن المكي بن محمد كحول بن الحاج علي النوري بن محمد بن
محمد بن عبد الرحمان بن بركات بن عبد الرحمان بن باديس الصنهاجي. ولد بمدينة
قسنطينة يوم الأربعاء 11 ربيع الثاني 1307 هـ الموافق لـ 4 من ديسمبر 1889 م على
الساعة الرابعة بعد الظهر، وسجل يوم الخميس 12 ربيع الثاني 1307 هـ الموافق لـ 5
ديسمبر 1889 م في سجلات الحالة المدنية التي أصبحت منظمة وفي أرقى صورة بالنسبة
لذلك العهد كون الفرنسيين أتموا ضبطها سنة 1886 م وتوفي في 16 أفريل عام 1940.
وقد
أثر في حياة بن باديس أثناء دراسته في جامع الزيتونة ثلاثة من الأساتذة هم حمدان
الونيسي ومحمد النخلي والطاهر بن عاشور .
وبعد
خمس سنوات عاد إلى قسنطينة للإسهام في تثقيف مواطنيه ضد أكبر معركة قادها الغزاة
لطمس الشخصية الجزائرية العربية المسلمة . وحج ابن باديس عام 1913 وهناك في البقاع
المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة التقى بالشيخ محمد البشير الإبراهيمي
فأصبحا منذ ذلك اللقاء صديقين حميمين يعملان جنباً إلى جنب في سبيل تحرير الجزائر .
وتزعم
ابن باديس خلال عقد العشرينيات التيار الوطني عبر حركة الإصلاح وجعل وصحبه من
العلماء والمشائخ من المساجد مراكز وعظ وإرشاد ودعوة إلى الكفاح في سبيل الإسلام
والاستقلال والعروبة . وأصدر مجلة «الشهاب» العلمية الدينية الأدبية ثم قاد جمعية
العلماء المسلمين الجزائريين التي تأسست في 5 مايو عام 1931 وضمت 72 عالماً
جزائرياً من مختلف التيارات الدينية . ومع أن ابن باديس لم يحضر الاجتماع التأسيسي
إلا في اليوم الثالث والأخير فقد انتخب غيابياً رئيساً لمجلس إدارتها الذي ضم 13
عضواً .
وعندما
تأسس المؤتمر الإسلامي في الجزائر عام 1936 كان ابن باديس أحد أعضائه وكون المؤتمر
وفداً لزيارة باريس للتعريف بالقضية الجزائرية فكان الشيخ عبد الحميد أحد أعضائه
البارزين ولكن الوفد لم يحقق نجاحاً في مهمته . وقد حاولت السلطات الفرنسية بكل
الوسائل خلال الفترة التالية إغراء ابن باديس بالمناصب لكنه ظل يواجه الاستعمار
بصلابة وإصرار حتى غدا أحد الرموز الرئيسية في النضال التحريري للجزائر .
وكانت
فرنسا تتخوف دائماً من مواقف الشيخ عبد الحميد التي اتسمت بالصراحة والوضوح تجاهها
وعندما اقترح عدد من أفراد جمعية العلماء في الجزائر تأييد فرنسا قبيل نشوب الحرب
العالمية الثانية وقف ابن باديس ضد هذا الاقتراح . لذلك عندما نشبت الحرب فرضت
عليه الإقامة الجبرية فلم يغادر قسنطينة حتى وفاته . من آثار ابن باديس
«مجالس التذكير من حديث البشير النذير» و «آثار ابن باديس» التي نشرت في أربعة مجلدات